منتديات عاشق السراب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


, منتديات شاملة تعليمية ترفيهية , ملتقى لكل العرب , العاب , اغاني , كلشي وكلاشي
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 الوفاء للمرأة قصة منيرة وسعد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشق الليالي
ღعاشق جديدღ
ღعاشق جديدღ



الانتساب : 23/01/2009
المشاركات : 6
الجنس : ذكر
العمر : 34
المؤهل الدراسي : طالب

الوفاء للمرأة قصة منيرة وسعد Empty
مُساهمةموضوع: الوفاء للمرأة قصة منيرة وسعد   الوفاء للمرأة قصة منيرة وسعد I_icon_minitimeالأربعاء يناير 28, 2009 6:59 am

الوفـــــــــــــاء إمــــــــــــرأة



تقول صــــاحبة القصـــة
:

في خضم تحضيري هذه الأيام لزفافي .. كنت أرقبها .. بإطلالتها الهادئة .. ومسحة من حزن عميق تلقي ظلالها على قسماتها ..

عينيها الساجيتين دوماً .. الغارقتين بتأمل ملتاع في ماضٍ لن يعود..
(((
أختي منيرة
))) ..

أو فـــــلا أقل عنها .. الوفاء .. حين يتجسد في صورة أنثى ...

هذه المخلوقة الرقيقة كوردة... الشفافة كدمعة .. العذبة كقطرة ندى .. لها قصة .. هي من أعجب القصص وأشجاها ..

قصة
حبهــــــــــــا .. قصة فجيعتهــــــــــا .. قصة أوجاعهـــــــا
...

وحكايات كثيرة .. ترويها دمعاتها الصادقة في تساقطها كلما حضرت زفافــاً .. أو ذكر اسم ((
سعــد
)) أمامها..

كانت أختي
منيرة في بواكر العشرين .. وإطلالة الصبا .. حين رسمت مع سعد
.. ابن عمتنا .. أروع قصص الحب التي سمعناها أو قرأناها .. فضلاً عن أننا عايشناها..

كان سعد ..
نقيباً عسكرياً
.. ويعمل في سلاح الجو .. وكان كأقرانه في ذلك الوقت .. حلم أي فتاة بشاراته العسكرية ..بقامته الرياضية الممشوقة ... وبلونه الأسمر الذي لوحته التدريبات القتالية التي نسمع كثيراً عن قسوتها وعن أنها تصنع الرجال..

كان للحديث عن سعد في مجالسنا رونق غير كل الشباب .. كنا نلمح بين ثنايا حديث عمتي إعجاب سعد الكبير بمنيرة .. وعزمه على خطبتها فور انتهائها من الدراسة الجامعية .. تأخرت منيرة في تخرجها .. فتقدم لها في السنة النهائية ووافقت فوراً .. لقد فاض شعورها .. وأخذت تعبر عنه بطريقة كنت أحسها رغم أني كنت طفلة .. وأذكر يوم خطوبتها .. كيف احتضنها والدي .. ودعا لها كثيراً .. كيف أجلستني بجوارها تمشط شعري .. وتقول :
إذا سافرت أنا وسعد بعد الزواج سوف آخذك معي .. سعد سيكون في أغلب الوقت خارج البيت .. وأنت ستكونين مثل ابنتي .!!!

يـــــــــــــــاااه .. كم كانت أحلامك عريضة يامنيرة.. !!

وتم كل شيء بسرعة .. ساعد على ذلك .. الجو المشحون بالحب واللهفة والشوق والذي كنا نحسه متبادلاً بين
سعد ومنيرة.. والأمر الآخر أن فترة الخطوبة قد طالت وأزمة الخليج عام90
كانت في بدايتها . ولكننا بالطبع لم نستشعر خطر تلك الأزمة .. إلا بعد انتهائها .. فنحن نعيش في بلد آمن .. ولا نعرف أننا نخوض حرباً .. وأننا مهددون بالخطر في أي لحظة وقتها ..!!!

امتدت الأزمة .. وامتدت على أثرها الإجازة .. وقررت العائلتان تعجيل الزواج.. بناء على رغبة
سعد الملحة .. وموافقة منيرة .. وما إن عقد قرانهما .. حتى شعرنا أنهما طيران خلقا بروح واحدة.. وحلقا بعيداً عنا .. وعن كل ماحولنا .. كانت عينا أختي منيرة عندما تتحدث عن سعد
.. يااااه .. كيف أصفها .. لكثرة حبها له .. عندما تتحدث عنه .. تلتمع عيناها بالدموع ..

كان حنان أختي
منيرة
من ذاك النوع المتوهج .. كأشعة الشمس الدافئة التي تتسلل لأوردتك.. ولكن الحب جعلها أكثر حناناً.. وأكثر رقة .. وتعطي بلا حدود..!!

يوم زواجهم كان أسطورياً.. ولا يفهم من أنه أسطوري .. أنه ضخم فخم .. لا .. بل إن هناك نوعًا من الزيجات .. تشعر لجماله .. وجمال الأرواح التي عقد زواجها .. تشعر أن هذا الجمال يمتد ليغطي كل مساحات الفرح ذلك اليوم .. تشعر أن كل من حضر زفافهما سعيد .. وكل من رأى
منيرة أو صافح سعد .. سيشعر حتما بالسعاة .. كانت كلمة الجميع تلك الليلة ( لقد خلقا لبعضها
)

لا زلت أذكر فيما أذكر من فصول القصة .. يوم أن غادرا الصالة .. و
منيرة تلملم أطراف فستانها بإرتباك .. ولا تدري هل تحمل مسكة الورد .. أم تضعها في الحقيبة ..؟! أرعت أنا إليها وأختي منال .. فأعطتنا مسكتها وقالت أمسكيها حتى أركب السيارة .. وجاء سعد
ليبتسم بعذوبة ويمسكها مني .. لينتظر عروسه أن تضع قدميها في السيارة.. ثم يضع الورد بين راحتيها وينحني عليها هامساً ..

كنت بتوق الطفولة أود سماع مايقوله .. لكنه أبعدني بلطف .. ثم أغلق الباب .. وغادرت سيارتهما ..

كان طيفهما يرحل كشفق غارب أراه أمامي الآن ..

ابتسامة
سعد
الراضية تلك لا أنساها

رغم أني كنت صغيرة .. إلا أنني أدرك معنى عظيماً .. قد لا يدركه الكبار .. وهو معنى الرضا .. أو السعادة المرضية ..

غادرا وبقينا نحن في الصالة .. وإذ بصفارات الإنذار تصرخ بصوتها المرعب فيرتبك الجميع .. وتتفرق الحاضرات ... خرجنا ونحن مرتبكون وخائفون .. توجه الكل لمنازلهم ..

وبقينا طوال الليل والفجر نحاول الإتصال بـ
منيرة وسعد
دون جدوى .. فشقتهما ليس فيها هاتف ..!!

كنا نراقب التلفاز .. ونسمع الراديوا.. ونحن في قمة الخوف والتوتر .. هناك قصف .. آه كم هي مؤلمة هذه الكلمة التي لم يعرفها قاموس بلدنا .. ولا أي بلد مجاور .. كلمات كثيرة سمعتها في ذلك الوقت .. وكم أكره سماعها ثانية .. حالة إستـنفار .. ضبط الأعصاب ومحاولة الإحتماء .. إتباع تعاليم السلامة .. إشارة قرب الخطر ... وقوع الخطر .. زوال الخطر ..

أذكر أنني بقلبي الطفولي البريء .. كان مجرد مرور طيف
سعد
أمامي يبعث الارتياح .. أراه ببذلته العسكرية يقاتل .. ويمنع الأعداء من الإستيلاء على أرضي والتعدي على أحد من أسرتي .. كنت أقول ذلك لأمي بكل سذاجة وبفخر .. فتقول : إدعي ربك يا ابنتي أن يحفظنا ويحفظ سعد .. وكل المسلمين ..

وأما ما بقي من طيوف
سعد .. فهو ما لا أطيق روايته .. ولا أستطيع الحديث عنه .. فكيف سأصف لكم منظر أختي منيرة
صباح ذلك اليوم .. كيف جاء بها أبي من بيتها كتمثال شاحب .. تهتز كعصفور صغير ضعيف .. وعلى وجهها بقايا زينتها التي لم تمحها بعد ..
لم أستوعب لحظتها ما سمعته ..

لكن الشيء الوحيد الذي استوعبته .. وفهمته .. ووعيته .. رأيته في عيني أختي
منيرة
ذلك الصباح .. لقد كانت عينيها كعيني من فقد النظر .. كانت تحدق في شيء لا أدري ما هو ..
كانت عينيها جامدة تماماً .. لا بكاء .. لا تعبير .. لا نظرة ..

أرعبتـني عيناها .. لقد أدركت بغريزتي أن
منيرة
قد فقدت شيئاً تعتمد عليه تماماً ولا تستطيع الإستغناء عنه .. كمن يفقد بصره فجأه.. فكيف يقوى على الإحتمال ..

قالت
منيرة بشرود : طرق الباب بشدة .. وسعد
جالس معي ..

رفعت عينيها لأبي وقالت وعلى شفتيها تنتحر آلاف الكلمات .. لقد كان معي
سعد يا يبه .. ثم أخفضت رأسها وتابعت تتحدث : قام ليفتح الباب .. وتحدث بسرعة وارتباك مع شخص ما .. عاد إلي وقد امتقع لونه .. و .. وخذلت الكلمات منيرة
فغصت بها ولم تستطع إكمال حديثها..

كانت كلماتها تلك .. آخر ماسمعته منها قبل أن تفقد النطق عام كامل ..

كل ما فهمته وعرفته .. أن
سعد استدعي ليلة زفافه .. ولبى نداء الدين والوطن .. ارتدى ملابسه العسكرية .. وودع روحه التي سكبها في قلب منيرة
لتحيا بها ما تبقى لها من عمر دونه ..
ونعي إلينا
سعد
..
شهيدًا .. فجر زفافه ..

وغاص كل شعور جميل .. وكل بهجة وسعادة من حياة أختي
منيرة
...
العروس التي فجعت بحبها .. في ليلة فرحها...

كانت كـــــظامي منذ ألف عام .. ولما اقترب الكأس من شفتيه .. حرم منه للأبد ..

بقيت
منيرة
صامتة لأكثر من عام تقريباً ..لا يفيد معها علاج ولا أي شيء أخر ..

حتى جاء ذلك اليوم الذي نذكره جميعاً ..
يوم أن خطبت من ابن خالتي ..
نطقت
منيرة
يومها ..
قالت بصوت متقطع انكرناه ولا نعرفه .. بل أننا نسيناه ..
((
والله .. مايلمسني رجال .. غير سعد
))
وغادرت المجلس ..
ثم عادت ..
قبلت رأس أبي ..
وبكت ..
وقالت بصوت متقطع .. كصوت الأنين الموجع ..
((
يبه .. سعد ينتظرني في الجنة .. عسى الله ياخذني له .. اليوم قبل بكره
))
كان منظر ابي وهو يهتز ويبكي مريعاً ..
وأحسست وقتها أن كل ماحولي يقف إجلالاً لقلب هذه المرأة ..

كثيرا ما رافقت
منيرة
في غرفتها ..
كثيرا ما رأيت دموعها التي لا تشبهها أي دموع .. وهي تدعو في جوف الليل ..
كثيرا ما استيقظت من نومي لأراها تتحسس صورة
سعد
وتشهق بالبكاء ..
وبقيت هذه المرأة وفية لسعد .. لإثني عشر عاماً .. أو تـزيد ..

وهاهي
منيرة
الان ..
سعيدة مع من حولها .. تحب الأطفال .. وتمارس الطبخ .. وأعمال المنزل بمهارة منقطعة النظير ..
لكن تلك النظرة المهيبة في عينيها وهي تحدق في الماضي المريع لا تكاد تفارقها أي لحظة ..
وإذا ما رأيت أختي
منيرة
يوماً ما ..
في مكان ما ..
وهي حزينة أو مهمومة .. وربت على كتفها لأقول لها : مابك يا
منيرة
؟؟
تلتفت بهدوء ..
تبتسم بصعوبة ..
وتهمس كعادتها دوماً ..
(
والله لا شيء يستحق الحزن والهم .. من بعدك يا سعـــد ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوفاء للمرأة قصة منيرة وسعد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عاشق السراب :: المنتديات الادبية :: قصص - روايات-
انتقل الى: